قياس المسافة بالموجات فوق الصوتية
تمثل تقنية قياس المسافات بالموجات فوق الصوتية نهجًا ثوريًا لتحديد المسافات بدقة، حيث تستخدم موجات صوتية عالية التردد لحساب المسافات بدقة ملحوظة. تعمل هذه الطريقة غير التلامسية للقياس عن طريق إصدار نبضات فوق صوتية وقياس الوقت المستغرق لهذه الموجات للارتداد من الجسم المستهدف. وتشمل المكونات الأساسية للنظام جهاز إرسال يولد الموجات فوق الصوتية، وجهاز استقبال يكتشف الإشارات المنعكسة، وإلكترونيات معالجة متقدمة تحول قياسات الزمن إلى قراءات للمسافة. وتعمل هذه الأنظمة عند ترددات تزيد عن 20 كيلوهرتز، أي ما يفوق نطاق السمع البشري بشكل كبير، ويمكنها قياس المسافات بكفاءة تتراوح من بضع سنتيمترات إلى عدة أمتار. وتُستخدم هذه التقنية على نطاق واسع في مختلف الصناعات، بدءًا من مستشعرات ركن السيارات وصولاً إلى الأتمتة الصناعية، ومراقبة مستوى السوائل، والروبوتات. وغالبًا ما تحتوي أجهزة قياس المسافات بالموجات فوق الصوتية الحديثة على آليات تعويض درجة الحرارة لضمان الدقة عبر ظروف بيئية مختلفة. ويمكنها العمل بكفاءة في ظروف إضاءة متنوعة، وهي قادرة على اكتشاف الأسطح الصلبة والسائلة على حد سواء، مما يجعلها شديدة التنوع في الاستخدامات الداخلية والخارجية. وتُعدّ قدرة هذه التقنية على توفير قياسات مستمرة وآنية مع الحفاظ على دقة القياس أداة لا غنى عنها في الحالات التي يكون فيها الرصد الدقيق للمسافات أمرًا بالغ الأهمية.