مستشعر حثي لدرجة الحرارة العالية
تمثل أجهزة الاستشعار الحثية ذات درجات الحرارة العالية تقدماً متطوراً في تقنية الاستشعار الصناعي، حيث تم تصميمها خصيصاً للعمل بموثوقية في البيئات القاسية من حيث درجة الحرارة. وتستخدم هذه الأجهزة المتينة مبادئ الحث الكهرومغناطيسي للكشف عن الأجسام المعدنية دون الحاجة إلى اتصال مادي، مع الحفاظ على وظيفتها في نطاق درجات حرارة يتراوح بين -40°م إلى +180°م. ويتكون المستشعر من مجموعة ملف متخصصة مغلّفة داخل غلاف مقاوم للحرارة العالية، يُصنع عادةً من الفولاذ المقاوم للصدأ أو مواد سيراميكية متقدمة. وعند تنشيطه، يولد المستشعر مجالاً كهرومغناطيسياً يتغير عندما يدخل هدف معدني نطاق الكشف الخاص به. ويؤدي هذا التغيير إلى تشغيل إشارة مخرجة، مما يتيح الكشف الدقيق عن الأجسام حتى في الظروف الصناعية القاسية. ويشتمل تصميم المستشعر على دوائر كهربائية مُعَوَّضة حسب درجة الحرارة ومواد مختارة بعناية تضمن أداءً ثابتاً عبر تقلبات واسعة في درجات الحرارة. وتُستخدم هذه المستشعرات على نطاق واسع في تصنيع السيارات، ومرافق معالجة المعادن، والأفران الصناعية، وغيرها من البيئات ذات درجات الحرارة العالية التي تفشل فيها المستشعرات التقليدية. وإن قدرتها على الحفاظ على الدقة والموثوقية في الظروف القصوى تجعلها أداة لا غنى عنها في أنظمة التحكم بالعمليات والأنظمة الآلية، خاصةً في التطبيقات التي تنطوي على كشف المعادن الساخنة، ومراقبة المواقع في الأفران، وكشف القرب في خطوط التجميع ذات درجات الحرارة العالية.