مستشعر فوق صوتي في الزراعة
تمثل أجهزة الاستشعار فوق الصوتية في الزراعة تقدماً تكنولوجياً مبتكراً ثورة في الممارسات الزراعية الحديثة. تعمل هذه الأجهزة المتطورة عن طريق إصدار موجات صوتية ذات تردد عالٍ وقياس الوقت المستغرق لارتداد هذه الموجات بعد اصطدامها بجسم ما. وفي التطبيقات الزراعية، تؤدي أجهزة الاستشعار فوق الصوتية وظائف حيوية متعددة، من ضمنها قياس دقيق لارتفاع المحاصيل، والتحكم في ارتفاع ذراع الرش، ومراقبة الغلات. وتتيح هذه التكنولوجيا للمزارعين الحفاظ على المسافات المثلى بين معدات الرش والمحاصيل، مما يضمن تطبيقاً موحداً للمبيدات والأسمدة. وتعتبر هذه الأجهزة ذات قيمة كبيرة في التطبيقات ذات المعدل المتغير، حيث يمكنها تعديل ارتفاعات الرش تلقائياً بناءً على القياسات الفعلية في الزمن الحقيقي. ويُعد التصميم القوي لأجهزة الاستشعار الزراعية فوق الصوتية مناسباً للبيئات القاسية في المزارع، إذ يمكنها العمل بكفاءة في الظروف الغبارية ودرجات الحرارة المتغيرة. وتوفر هذه الأجهزة قياسات موثوقة بغض النظر عن ظروف الإضاءة، ما يجعلها أفضل من أجهزة الاستشعار الضوئية في العديد من التطبيقات. وتمتاز أجهزة الاستشعار فوق الصوتية الحديثة المستخدمة في الزراعة عادةً بأغلفة مقاومة للطقس، وقدرات على المعالجة الرقمية للإشارات، وأنظمة مدمجة لتعويض درجات الحرارة لتحقيق دقة محسّنة. ويمكن دمجها بسهولة مع معدات الزراعة الحالية وأنظمة الزراعة الدقيقة، مما يوفر توافقاً سلساً مع برامج تحديد المواقع (GPS) والبرامج الخاصة بالخرائط. وقد أصبحت هذه التكنولوجيا أداة أساسية في الزراعة الدقيقة، حيث تمكّن المزارعين من تحسين استخدام الموارد وتقليل الهدر وتحسين كفاءة إدارة المحاصيل بشكل عام.